٣٠.٥.٠٦

تجمع مقاتلي القوات اللبنانية السابقين في بلاد الاغتراب

كتاب مفتوح إلى الرفاق المؤمنين بقضية القوات اللبنانية

في 27 أيار 2006
رفاقنا المؤمنين بقضية القوات اللبنانية
تحيةَ وفاءٍ وإباءْ
نوجه إليكم هذه الرسالة وقلبنا مفعم بالرجاء والأمل، منتظرين بزوغ فجر الحقيقة والحق بعد معاناة السنين العجاف بسوادها وممارسات الانحراف والانجراف بعيداً عن أهداف القوات اللبنانية وأسسها والأطُر وقضيتها المقدسة.
هوية وانتماء، تراثاً وتاريخاً، كرامات وعنفوانا.
يا رفاقنا الشرفاء الذين سقيتم تراب الوطن من عطائكم الأسخى وشموخكم الأكرم،
ويا كل أهلنا المؤمنين برسالة القوات اللبنانية هلموا نقف مع ذواتنا وقفة مراجعة وجدانية نقراُ الماضي فيها ونستشف الحاضر ونستجلي المستقبل بالمتطلبات. لنأخذ العبر من كل ما واجهناه طوال الأعوام المنصرمة بسلبياته والايجابيات، بحلوه والمرارات، بانجازاته والأخطاء. دعونا نحدد ما هو متوفر لنا كحركة مقاومة مسيحية حرة من إمكانيات وعناصر وأجواء دولية وإقليمية. وعلى ضوء ما نستخلص نبدأ بوضع خطط موضوعية للانتقال الواعي والآمن إلى المستقبل أخذين بعين الاعتبار ما ينتظرنا من مسؤوليات وواجبات والتزامات وتضحيات. تعالوا نعيد طرح مفاهيمنا على أبناء مجتمعنا في لبنان وبلاد الانتشار. طرح شجاع "بشيري": مستوحى من جذور قضيتنا وتأصلها ومن معاناة ومعاني قرابين الشهداء.
إن بدايتنا واحدة والمنتهى واحد، لذا إلزامية هي العودة بحركتنا إلى الأساس ولكن بأطر تجددية تأخذ في الحسبان المتغيرات والمستجدات كافة. ولنبني ابتداءً من اليوم كل أقوالنا والأفعال على فضيلتي الأيمان والرجاء.
رجاء القيامة الصحيحة من كل ارتكابات وهرطقات الدخلاء والمنافقين كأن من كانوا، والأيمان بعودة حركتنا إلى موقعها الطبيعي بين أبناء مجتمعنا وفي بيئتها الديموغرافية والجغرافية. أيمان ورجاء دون خوف أو تردد أو تقيد بأفراد وقيادات، مستحضرين قول بولس الرسول: "لو أردت محاباة مقامات البشر، لما كنت تلميذاً للمسيح"؟
علينا أن نعود إلى الوجدان الحي والضمير الصادق لنستحق مجدداً شرف حمل مشعل القضية ونقله بأمانه من الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد.
لقد عايشنا القوات اللبنانية بانتصاراتها والانكسارات، بنجاحاتها والرسوب، إلا أننا لم نفقد لا نحن ولا أنتم في يوم من الأيام رجاءنا والإيمان.
معكم نتساءل اليوم لماذا وصلنا إلى هذا المستوى التحتي وهذه الخيبات التي لا ترضي إلا أعداء وجودنا المتحضِّر وناكري عظمة هويتنا المتجذرة. تجمعنا اليوم هو ترجمة خلاصات واستنتاجات توصلنا إليها:
*هزال وسطحية في الإيمان وخور في الرجاء.
* جهل مطبق لقضيتنا الحقة وتاريخنا وعطاءات شهدائنا والأبطال.
* تشوُّه أخلاقي في القيم والمناقب والشيم.
*انحراف القائد وجماعته عن خط القيادة المرسوم خدمة للقضية إلى خط قضية مرسوم لخدمة القائد ولفيفه.
في الأزمنة التي كان عديدنا قليل وتسلحنا ضعيف وإمكانياتنا محدودة، تمكنا بعزيمة وعناد ووضوح رؤىً من تسجيل الانتصار تلوى الآخر. الإيمان بالقضية كان طاغياً على ما عداه ومتأصل في عقولنا والقلوب وضمائرنا والوجدان. ويوم ضعف إيماننا وخار رجاؤنا تراجعنا متقهقرين رغم ازدياد عديدنا وكبر إمكانياتنا وتحسن آلية تسلحنا العسكري.
"نحن والقضية"، الدستور, هي النهج والمنهج والطريق. كيف لا وقد خطّها مفكرون وقياديون كبار في مقدمهم الشهيد الرئيس الشيخ بشير الجميل. من أجلها حملنا السلاح، وفي ظلال أهدافها استشهد رفاقنا وتمكن مجتمعنا من تحمل عبء المقاومة والتضحيات.
إن الانتقال اليوم من حال تغبيش الرؤيا إلى حال التنظيم العملاني والعقلاني الإيماني هو المبتغى.
إن إعادة تنظيم القوات اللبنانية إيماناً، مقاومة، فكراً ووجداناً، ممارسة وقيماً هو مرادنا.
كما أن رص الصفوف وتنقيتها، والابتعاد عن وحول ومتاهات السياسة والسياسيين هو غايتنا بهدف المحافظة على جوهر وروح وقدسية القضية وطهارتها.
نداؤنا اليوم هو تأمين سبل العيش الكريم لأبناء مجتمعنا المسيحي في وسط بيئته الطبيعية, وضمن نظام ديموقراطي يقدس حرية الفكر والمعتقد ويحترم حق الآخر بالتمايز والاختلاف.
نحث الخيرين من أهلنا على واجب التصدي لمحاولات طمس هويتنا اللبنانية ومنع تهميشها وتذويبها في محيط متحجر أصولي ومعادي لم يوفر في يوم من الأيام جهداً أو وسيلة لاقتلاعنا من جذورنا، تدمير كياننا وتهجيرنا.
مرد معاناتنا والكوارث هو الغربة عن مبادئنا إضافة إلى جهل الكثيرين من أهلنا والقيادات كل الثوابت والسلوك المشبوه مما أدى بالعديد من المقاومين إلى خروجهم عن أخلاقيتهم والمناقيبة. تقاعسوا عن دورهم كجنود وحماة لمجتمعنا وحراساً لمقادسه وحضارته وتاريخه.
استغلوا مواقعهم والنفوذ لا لنصرة الضعيف، بل للإستقواء عليه وإذلاله.
تناسوا أنهم رسل القضية وسفراؤها ورموزها بين الناس.
غاب عنهم أن الاحترام ليس فرض بل اقتناع، يكتسب من خلال الممارسات والفكر والتضحيات والمثل الصالح. تعاموا عن أنهم لخدمة مجتمعهم وقضيته أتوا وليس العكس. نعم، فاتهم إن مجتمعنا خصيم الظلم والظالمين، وغريم المتلونين والوصوليين وعبدة المال والمراكز.
كان يجب أن يدركوا أنهم كالسمك الذي يموت خارج الماء، وان مجتمعهم وأناسهم والقضية هم عناصر الحياة كالإكسير والمياه. كل هذه التصرفات جعلت من القوات اللبنانية جسماً غريباً عن مجتمعها وكياناً منسلخاً عن تطلعات وآمال الناس وأوجاعهم.
إن المجتمع اللبناني المسيحي هو روح القوات اللبنانية, وبدونه تصبح جسداً بلا روح.
تجلت قدسية القوات تلقائياً في كل مرة تعرض فيها شعبنا لمحاولات النيل من وجوده وحريته والهوية. وفي وجه كل محاولات الاحتلال والقهر والصهر والاقتلاع والتذويب, بلغت ذروتها خلال الحرب على لبنان سنة 1975 والتي جاءت كاستمرار لأحداث سنة 1958.
إن القوات اللبنانية مقاومة مقدسة، وفعل إيمان بلبنان وهويته، وسياج وخشبة خلاص للوطن والكرامات. نضال القوات لم يختلف بجوهره والأهداف عن نضال المردة بوجه الأمويين, والمنيطرة بوجه العباسيين، والجبل بوجه المماليك، وفي سياق كل ما تعرض له شعبنا خلال حقبة العهد العثماني وبخاصة مذبحة الـ 1860 . وأيضاً خلال فترة تجويع الجبل في الحرب العالمية الأولى. كما في بلدة عين ابل الجنوبية بوجه الشريفيين. وأيضاً وقفة أبائنا عام 1920 حين أصرّوا على كيان مميز ولم يرتضوا عنه بديلا.
لذلك فمن غير الممكن اختزال القوات اللبنانية بشخص أو بزمان أو بمكان.
وإنه من الخطأ تجيير قضيتنا المقدسة لأفراد وغايات ومنافع ومراكز شخصية.
أنها جريمة اليوم ونحن نعاني ما نعاني من تهميش وانتهاكات لحقوقنا، إن لم نتكوكب بقوة وعزيمة حول من يأخذ المبادرة من رفاقنا بشهادته للحق والمجاهرة بها بصوت عال مدوي.
كيف لا نهب لمساعدة ومساندة من يجهد بجرأة لإعادة وضع القوات على الطريق الصحيح التزاماً وأفعالاً وإيماناًً.
كيف نخيب آمال من وضع نصب عينيه أولئك الرفاق الأبطال الذين استشهدوا فرحين وراضين من أجل الحفاظ على الإرث والقضية.
رفاقنا الأحباء، إن القوات هي الضامن والرادع والواقي لمجتمعنا المسيحي المتجذر في تربة وصخور لبنان منذ سبعة آلاف سنة. القوات اللبنانية هي من مجتمعنا وهي له.
إنها من أرض لبنان ولكل لبنان.
من هنا، يوم تصبح أقلية في مجتمعها تنتفي علل وجودها. ويوم تنغلق على نفسها وتتقوقع في جزء ضيق من أرض الوطن تفقد أسباب استمراريتها.
علينا كقوات لبنانية أن نكسب ثقة مجتمعنا لا أن ننفره منا.
علينا تحفيزه للمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف "نحن والقضية" وتقوية روح المقاومة والعنفوان في وجدانه والعقول.
علينا تقوية إيمانه وإبعاد أشباح اليأس والقنوط عنه.
علينا التسويق للمعايير الوطنية الحقة ومنع تجار الهيكل المتسللين من بث سمومهم والأحقاد.
علينا شد أزر الفلاح للتشبث بأرضه, وتشجيع الطالب في تحصيله العلم, ومساعدة العامل في كسب لقمة عيشه بكرامة، وتأمين كل مقومات الحياة بهدف وقف الهجرة وتسهيل عودة الذين هاجروا.
رفاقنا الأعزاء, إن مجتمعنا المسيحي هو عمقنا الاستراتيجي وغذاء المقاومة الذي لا ينضب.
إنه وبناءً على كل ما أوردنا ندعو رفاقنا في القوات اللبنانية لنكون جميعاً في موقع واحد وخندق واحد مع كل قدامى المقاتلين.
المراد عودة مباركة للجذور, وانتقال مدروس وإيماني من حال التبعية والاستسلام إلى حال أخذ المبادرات والدفاع عن مصير وحرية مجتمعنا، ومن حال الاستعطاء إلى حال استعادة الحقوق والمكتسبات.
رفاقنا وأهلنا بإذن الله وببركات قديسينا شربل ورفقا والحرديني سنصون مجد لبنان، نستمر في مسار قضيتنا، ونسترجع ما هو لنا ولمجتمعنا من مواقع وحقوق.

بقوة إيمانكم والعنفوان يعود لبنان إلى أهله ويعودون هم إليه.


عشتم وعاش لبنان
شبل الزغبي/المنسق العام للتجمع
طوني غانم/الناطق الرسمي للتجمع


* للإتصال وللمزيد من الاستفسار رجاءً الاتصال على العنوان البريدي: lf.veteran.fighters@hotmail.com

٢٧.٥.٠٦

هم أنفسهم ... ؟!


هم أنفسهم من ولدوا في حاضنة سورية ورعاية مخابراتها ، صاروا يتسابقون في شتمها وفي العداء لنظامها والمزايدة وطنياً على من دفع الدماء والدموع والقمع والنفي ثمناً لإخراجها من لبنان.
هم أنفسهم من تنازلوا عن السيادة وباعوا ضمائرهم لشيطان الاحتلال ، ومنهم من فرش السجاد الأحمر لضابط المخابرات السوري وقدّم له مفتاح بيروت المذهّب ، عادوا اليوم لينسبوا لأنفسهم مقاومة الاحتلال ومواجهة النظام الأمني.
هم أنفسهم من كانوا يطربون لشعار تلازم المسار والمصير ويرددون من غير ملل مقولة شرعي وضروري ومؤقت. هم أنفسهم من صفقوا طويلاً للرئيس شيراك معلناً من على منصة البرلمان اللبناني بأن استقلال لبنان معلق على إنهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي. هم أنفسهم باتوا يوزعون الشهادات في الأخلاق والوطنية فيمنحونها لمن شاؤوا ويحجبنونها عمن أرادوا ...
هم أنفسهم من كانت قلوبهم تقفز فرحاً ورضاً لتوقيف المقاومين وقمع المناضلين وتلفيق التهم بحق الأحرار. هم أنفسهم من سخروا من المعارضة واحتقروا رموزها وحاصروا طروحاتها يحاولون اليوم وضع يدهم على نضالات سواهم ويدعون بطولاتٍ ، هم منها براء وغرباء.
هم أنفسهم من عيّنوا نواباً ووزراء ومدراء عامين ( بالتهديد وتحت الضغط طبعاً !!! ) هم أنفسهم من شكلوا مافيا الحكم منذ العام 1992 وحتى خريف ال 2004 ، فكانت لهم وكالة عنجر الحصرية. هم أنفسهم من خانوا وعربدوا وتمرجلوا بإسم دمشق وبالنيابة عنها ، صاروا يعيرون الوطنيين وهم يتهموننا بالصفقة والاستزلام لسورية.
هم أنفسهم من سرقوا المليارات وبددوا مالية الدولة ونهبوا مال الشعب اللبناني وتبارت زوجاتهم في الأسفار وشراء معاطف الفرو ، باتوا يدعون الطهر وصاروا يحاضرون في العفة والاصلاح.
هم أنفسهم من أفقر وجوّع اللبنانيين وتسبب في هجرة مليون ونصف المليون منهم. هم أنفسهم ما زالوا في السلطة والحكم قبل وبعد خروج سورية وهم يكررون مرة بعد مرة ما اقترفوا من أفعال وجرائم.
هم أنفسهم من أفسدوا القضاء واستخدموه لقمع الرأي الآخر وتصفية الخصوم السياسيين ، ما زالوا على ممارساتهم عينها ، يخالفون القانون ويطيحون بالبديهيات الدستورية فيقرون قانوناً لتعطيل المجلس الدستوري لمجرد حماية أغلبيتهم النيابية الوهمية والمزورة.
هم أنفسهم منظموا ومحرضوا وممولوا تظاهرة 5 شباط التي اجتاحت الأشرفية فأحرقت وسبت وغنمت واستباحت. هم أنفسهم يسخرون من تظاهرة 10 أيار المطلبية والسلمية.
هم أنفسهم جماعة التحريض والشحن الطائفي وقد أفادوا من الوصاية المخابراتية لتهميش المسيحيين وإقصائهم عن الدولة. هم أنفسهم يمعنون بعد خروج سورية في ضرب التوازن والإطاحة بالمشاركة وتخريب الوفاق الوطني.
هم أنفسهم تنقصهم النزاهة الخلقية والسياسية قبل وبعد خروج سورية من لبنان.
هم أنفسهم من جاء بهم قانون غازي كنعان ، ومن سيذهب بهم الشعب اللبناني. الشعب اللبناني الذي يختزن في ضميره الجماعي وفي ذاكرته الوطنية ما كان الجنرال ديغول يردده من أن الكرامة وحدها هي المنقذ الأكيد في الشدائد الوطنية.


المهندس حكمت ديب
27/5/2006

٢.٥.٠٦

بيان صادر عن تجمع الجبل



احتفل اللبنانيون في السادس والعشرون من شهر نيسان هذا العام بالذكرى الاولى لانسحاب جيش الاحتلال العربي السوري، أحد فصول الاحتلالات التي عانى منها لبنان طوال اربعة عشر قرناً، واحتفل وهلل لهذا الانسحاب، لسخرية القدر، من كانوا شركاء لهذا الاحتلال طوال سنين تواجده في لبنان وكانوا من المساهمين الفعليين في القضاء على أهم مقومات لبنان الحضارية، وعملوا من أجل القضاء على أسسه وميزاته.
هؤلاء أيضاً احتفلوا قبل اسبوعين، في 13 نيسان، بذكرى اندلاع الحرب اللبنانية، هذه الحرب التي أرادوها لإجراء الاصلاحات كما زعموا، فها هي تعديلاتهم التي أوصلت لبنان الى هذا الدرك من الفساد والانهيار الذي نتخبط فيه الآن.
أضف إلى ذلك ممارسات خارجية بعيدة وجاهلة للواقع اللبناني نتيجتها الدائمة إنعدام توازن وإنهيار كبير على الوضع المسيحي، وما سمعناه من السفير الاميركي في تصريحه الأخير الذي تلاه من مقر البطريركية السريانية المارونية في بكركي تتابع للخطة الخاطئة التي ما زالت تقودها الولايات المتحدة في لبنان والمنطقة بسبب عدم معرفتها لحقيقة الوضع في المنطقة تارةً ولانشغالها بمصالحها الاقتصادية طوراً أو لرهانها على معتدلين طوراً آخراً ودائماً لاختلاف المفاهيم الساحقة بين الشعبين المسيحي والمسلم.
وما نشهده حالياً هو الخطة البديلة المعتمدة حالياً في التهجم على موقع رئاسة الجمهورية والاملاءات الموجهة الى المسيحيين لارشادهم حول الطريق المفترض فيهم السير عليه هدفه إيصالنا للعيش كذميين، وفاتهم بأن هذا الخط هو ذاته الذي لطالما أوصلهم الى اختيار طريق المقاومة والتمرد لمواجهة أي قمع لحريتهم أو خطر يهدد وجودهم.
ختاما، نتوجه الى أم الله مريم العذراء، أرزة لبنان، بدعائنا وصلواتنا من أجل حمايتنا نحن أبنائها، ومن أجل بقاء لبنان الوطن الذي اتخذه المسيحيون الشرقيون مزاراً للرب يسوع لمجد اسمه.


تجمع شباب الجبل
29/4/2006