١٩.١٢.٠٥

لن نعيش ذمّيين...


"وهناك مسيحيون، من الإنتفاعيين والمصلحيين والوصوليين،" ذميون" في تصرفاتهم، "ممالئون"، "مسايرون" يعملون " عفواً" بشروط الذمية، ويزايدون على المسلمين في مواقفهم وتطلعاتهم الوطنية – السياسية حتى ولو لم يكونوا مقتنعين بها، وقد استغل السائرين في الخط الاسلامي، اياً كانت نيات هؤلاء ودوافعهم الحقيقية، من يحسن تعميق الشق في الصف المسيحي، فوضعوا المسيحيين الإستقلاليين والرافضين الذمية في خانة الطائفيين والإنعزاليين والتقسيميين والمتصهينين، وصنفوا السائرين في الخط الآخر في باب الوطنية والتقدمية والانفتاح والاعتدال.
فهذا أسقف "وطني" بنظرهم، لانه لا يمل ليل نهار من الإفتخار بالإسلامية او بالعروبة وبالدعوة اليها. وذاك كاهن "منفتح" بنظرهم، لأنه أخذ على عاتقه "تبشير" الشباب المسيحي بالقومية العربية او القومية السورية. وأولئك سياسيون ورجال قلم ورجال سيف" معتدلون" بنظرهم، لأنهم "يسايرون" من أجل مصالحهم الخاصة، على حساب الاستقلال والسيادة وحقوق مواطنيهم المسيحيين.
إن كل تساهل وتخاذل امام الهجمة الذمية، اي شكل اتخذت واي لباس ارتدت، وكل مساومة على حقوق الانسان في المجتمع المسيحي وعلى حق الاستقلال للدولة اللبنانية، سترتد علينا ويلات تطعن وجودنا وكرامتنا وتفضي بنا مع الوقت إلى أذلاء يستعطون بعض الحرية فلا يحصلون عليه."

الذمية السياسية – الاستاذ انطوان نجم